مستقبل التجارة

تشهد التجارة العالمية تحولًا كبيرًا بسبب التغيرات الجيوسياسية، والتقدم التكنولوجي، والمبادرات المتعلقة بالاستدامة. وعلى الرغم من التحديات مثل ارتفاع معدلات التضخم، والتباطؤ الاقتصادي، والصراعات، إلا أنه من المتوقع أن يستمر نمو التجارة بوتيرة تدريجية.

يستكشف الفصل الأول القوى التحويلية المتمثلة في الإقليمية، واعتماد الذكاء الاصطناعي، والانتقال العالمي نحو الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى التحديات والفرص المستقبلية التي ستواجه التجارة العالمية

طفرة مستمرة في التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية

غيرت جائحة كوفيد-19 سلوك المستهلك بشكل دائم، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الطلب على الخدمات والمنتجات التي تُسلم رقمياً. ومن المتوقع أن تنمو سوق التجارة الإلكترونية بين الشركات فقط بمعدل متوسط يبلغ 14.5% حتى عام 2026، مدفوعة بتوسع كبار تجار التجزئة الصينيين مثل Alibaba و JD.com و Pinduoduo.

نمو الخدمات يتفوق على السلع

لا تزال السلع تشكل الجزء الأكبر من حجم التجارة العالمية بنسبة 75% من إجمالي 31 تريليون دولار، إلا أن الخدمات تشهد نموًا متسارعًا. في عام 2023، نمت تجارة الخدمات بنسبة 9% مقارنة بـ 6% لنمو السلع، مما يعكس الأهمية المتزايدة للخدمات في الاقتصاد العالمي.

الاستدامة تمنح التجارة ميزة تنافسية

مع تقدم حركة الاستدامة العالمية، تصبح العلاقة بين التجارة والابتكار أكثر قوة. تظهر تحديات واضحة، إلى جانب مزايا تنافسية فريدة على المستوى الإقليمي.

التغير في أسعار السلع الأساسية

الهجمات في البحر الأحمر الناتجة عن الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط عطّلت حوالي 10% من التجارة البحرية العالمية، بما في ذلك السلع الأساسية مثل الحبوب والنفط. وقد أدى ذلك إلى تحويل مسارات الشحن البحري وارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولارًا أمريكي للبرميل، مما زاد من تكاليف النقل وأسعار السلع، وساهم في تفاقم معدلات التضخم.

الذكاء الاصطناعي يعزز الكفاءة

يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على التجارة العالمية، مما يؤدي إلى تغييرات عميقة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة في ممارسات التجارة الحالية، بما في ذلك إدارة سلاسل الإمداد، والخدمات اللوجستية، وتحليل الأسواق، وتعزيز تفاعل العملاء.

اكتشف الديناميكيات التي تشكّل التجارة العالمية في عام 2024:

قم بتحميل التقرير لاستكشاف كيف تعيد التوترات الجيوسياسية، والتحولات الاقتصادية، والتطورات التكنولوجية، تشكيل التجارة الدولية

حمل التقرير الآن

مؤشر تجارة السلع لمركز دبي للسلع المتعددة

يقدم تقرير مستقبل التجارة 2024 الإصدار الرابع من مؤشر تجارة السلع، حيث يعيد تقييم أداء أبرز مراكز التجارة العالمية ومقارنة كيفية تغيّر التصنيفات النسبية بمرور الوقت.

01 -الريادة في المؤشر

تتصدر الولايات المتحدة مؤشر تجارة السلع لعام 2024 بنسبة 59%، مدفوعة بعدة عوامل، من بينها زيادة حصتها من الذهب منذ عام 2022 ووجود شركات تجارة السلع الكبرى مثل شركة Cargill و شركة Koch Industries.

02 - اللاعبون البارزون

تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الثاني بنسبة 50%، مدفوعة بأدائها القوي بفضل إمداداتها النفطية، وقربها من الأسواق الرئيسية، وقوة بنيتها التحتية اللوجستية، ونظامها الضريبي الجذاب. وتفوقت الإمارات على سويسرا وسنغافورة وهونغ كونغ في التصنيف.

03 -اتجاهات المؤشر

شهدت التصنيفات تغييرات ملحوظة نتيجة الصراعات الجيوسياسية، التي أدت إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما أثر بشكل كبير على الأداء المتوسط في عام 2024.

التباطؤ الاقتصادي في الصين وأوروبا

من المتوقع أن يؤدي الركود الاقتصادي في الصين وأوروبا، الذي تفاقم بفعل التضخم والانخفاضات الهيكلية في الإنتاجية، إلى تقليل الطلب الاستهلاكي والتأثير على نمو التجارة.

تحميل التقرير

التضخم وأسعار الفائدة

تواجه دول العالم معدلات تضخم مرتفعة نتيجة لجائحة كوفبد-19، ومشكلات سلاسل الإمداد، وأزمة أوكرانيا، مما يؤثر على المستهلكين والشركات. وبينما بلغ التضخم ذروته في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عام 2021 وبدأ بالانخفاض، من المرجح أن يظل أعلى من المستوى المستهدف حتى عام 2025. ونتيجة لذلك، ستظل أسعار الفائدة العالمية مرتفعة مع استمرار السياسات النقدية في مكافحة التضخم. يدعم هذا النهج المسمى بـ"مرتفع لفترة أطول" كل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، على الرغم من اهتمامهم بخفض أسعار الفائدة.

ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي

أدى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إلى تباطؤ التجارة العالمية، حيث أن هيمنته كعملة تجارية تعني أن الدولار القوي يزيد من أسعار الصادرات الأمريكية ويؤثر على الدول التي ترتبط عملاتها بالدولار أو تمتلك احتياطيات كبيرة بالدولار. في عام 2022، شكل الدولار 58.4% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية وبلغ أعلى مستوى له خلال 20 عامًا.

حمل التقرير

توصيات للشركات

تنويع الأسواق التصديرية. على الرغم من النمو البطيء، يجب على الشركات تنويع أسواقها التصديرية، خاصة في أمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا، للاستفادة من فرص النمو في هذه المناطق.
إعادة تكوين سلاسل الإمداد لمواجهة التغيرات الجيوسياسية. تعيد التوترات الجيوسياسية تشكيل تدفقات التجارة، مما يقدم تحديات وفرصًا جديدة. للتكيف، يجب على الشركات بناء سلاسل إمداد مرنة، واستكشاف أسواق جديدة، وتنويع الموردين، والاستثمار في مصادر بديلة للتخفيف من الاضطرابات.
التخفيف من المخاطر الاقتصادية الكلية. وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، يجب على الشركات مراقبة الظروف الاقتصادية، وتقلبات العملات، والتضخم، والضرائب. يمكن تقليل المخاطر المرتبطة من خلال التخطيط الاستراتيجي.
الاستثمار في التحول الرقمي والابتكار. يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في أنظمة التجارة. يجب على الشركات الاستثمار في فهم وتطوير حالات الاستخدام للاستفادة، وتجنب فقدان القدرة التنافسية.

توصيات للحكومات

بناء علاقات تجارية جديدة.

يجب على الحكومات إعطاء الأولوية لتعزيز التجارة وتكوين شراكات تتجاوز الأسواق التقليدية. تشجيع التوسع في المناطق ذات النمو المرتفع يخلق قواعد استهلاكية جديدة، ويعوض النمو التجاري البطيء، ويعزز المرونة الاقتصادية.
الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والابتكار.

يجب أن تستثمر الحكومات في البنية التحتية الرقمية وأنظمة الابتكار للاستفادة من إمكانات نمو تجارة الخدمات الرقمية. دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنصات التجارة الرقمية يعزز النمو الاقتصادي والتنافسية.
تعزيز أمن سلاسل التوريد في شتى القطاعات.

وسط التنافس الإقليمي، يجب على الحكومات إعطاء الأولوية لأمن سلاسل الإمداد. تنويع المصادر، وتعزيز الإنتاج المحلي، والتعاون مع الشركاء الدوليين للوصول إلى الموارد الحيوية.
تسهيل سبُل التكامل والتعاون الإقليميين.

تؤدي التوترات الجيوسياسية تدفقات التجارة الإقليمية. يجب على الحكومات تعزيز التكامل والتعاون عبر الحدود للاستفادة من الفرص، والتخفيف من المخاطر، وتعزيز المرونة والتنمية المستدامة

ديناميكيات التجارة العالمية في السنوات القادمة